الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
ففي المسائل الثلاث السابقة وجب تقدير مضاف إثر عاطف لمانع يمنع من أن يثبت للمجرور بعد العاطف حكم العطف على ما قبله، فإن لم يكن ثمة مانع يمنع من إجراء العطف، أو كان المانع ضعيفا، لم تكن ثمة حاجة إلى تكلف تقدير مضاف. مثال عدم وجود مانع من العطف قولك: ما مثل عبد الله ولا أخيه يقول ذلك، فـ (أخيه) معطوف على عبد الله، ولا حاجة تدعو إلى تقدير مضاف إذ المعنى: ما مثلهما يقول ذلك.ومثال ما كان المانع فيه ضعيفا قولك: زيد ما مثله وأخيه يقول ذلك، وذلك في ما كان يلزم فيه العطف على الضمير المجرور بالمضاف، فقد تقدم (1) أن الراجح جواز العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار، وأن حجج المنع من ذلك ضعيفة فعلى ما ترجح يكون (أخيه) في المثال المذكور معطوفا على الضمير في (مثله) ولا حاجة إلى تقدير مضاف لأن الحامل على التقدير غير ناهض، والمانع من ترك التقدير ضعيف. فمن شواهد العطف على الضمير المجرور بالمضاف من غير أن يقدر- على المختار- إثر العاطف مضاف، قوله تعالى: {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} (2) فمن في موضع جر معطوفا على الكاف في حسبك (3)، وقولهم (4): ما فيها غيره وفرسه ففرسه معطوف على الهاء في غيره، ومن ذلك أيضا قول الشاعر (5):
- - - - - - - - - -(1) ينظر: 218.(2) الأنفال: 64.(3) ينظر: التبيان: 2 /631.(4) سبق تخريجه: 216.(5) البيت لمسكين الدارمي في: الحيوان: 6 /494، وبلا نسبة في: معاني القرآن للفراء: 2 /86، وشرح المفصل: 3 /79، وشرح عمدة الحافظ: 2 /663، وشرح الكافية الشافية: 3 /1251 وشرح الأشموني: 3 /115. النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 485- مجلد رقم: 1
|